کد مطلب:352773 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:273

الادلة فی إثبات عدد الأئمة (خلفاء الرسول)
لقد أخبر المصطفی صلی الله علیه وآله أن الأئمة أو الخلفاء من بعده هم من قریش وأن عددهم اثنی عشر، وأخرج البخاری فی صحیحه بسنده



[ صفحه 31]



عن جابر بن سمرة: " قال: سمعت النبی (ص) یقول: یكون اثنا عشر أمیرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبی إنه قال: كلهم من قریش " [1] .

وفی صحیح مسلم: " لا یزال الدین قائما حتی تقوم الساعة أو یكون علیكم اثنی عشر خلیفة كلهم من قریش " [2] .

وفی صحیح مسلم: " لا یزال أمر الناس ماضیا ما ولیهم اثنی عشر رجلا " [3] .

وفی مسند أحمد بسنده عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: " سئل رسول الله (ص) بشأن الخلفاء، فقال: اثنا عشر كعدة نقباء بنی إسرائیل [4] .

وفی التوراة عند أهل الكتاب ما معناه: " إن الله تعالی بشر إبراهیم بإسماعیل وإنه سینمیه ویكثره ویجعل من ذریته اثنی عشر أمیرا وأمة عظیمة " [5] فالأمة العظیمة المقصودة هی أمة سیدنا محمد صلی الله علیه وآله الذی انحدر نسله من إسماعیل علیه السلام، والاثنی عثر أمیرا هم الأئمة أو الخلفاء بعد الرسول صلی الله علیه وآله والذین ینحدر نسلهم منه، وهم نفس المقصودین بالأحادیث الصحیحة أعلاه. ولعل هذه المسألة تعد من أكثر المسائل التی حار فیها علماء أهل السنة، ولم یستطیعوا تقدیم تفسیرا موحدا أو مقنعا یحدد ماهیة هؤلاء الخلفاء الاثنی عشر، والذین تتحدث عنهم الأحادیث الصحیحة الكثیرة المتواجدة فی



[ صفحه 32]



صحاحهم، حتی أصبحت هذه المسألة لغزا محیرا عندهم، حیث أن تفسیراتهم یشوبها الاضطراب، وغالبا ما تصل إلی طریق مسدود من حیث عدم انطباق عدد (اثنی عشر) علی أی مجموعة من الخلفاء، ابتداء بالأربعة الأوائل ومرورا بالأمویین والعباسیین والعثمانیین، وهل هم منتخب من أولئك جمیعا؟ ونورد مثالا یظهر مدی اضطرابهم فی تفسیر هذا الحدیث، حیث قال السیوطی: " وقد وجد من الاثنی عشر، الخلفاء الأربعة، والحسن ومعاویة وابن الزبیر وعمر بن عبد العزیز، هؤلاء ثمانیة، ویحتمل أن یضم إلیهم المهدی العباسی لأنه فی العباسیین كعمر بن عبد العزیز فی الأمویین، والطاهر العباسی أیضا لما أوتیه من العدل ویبقی الاثنان المنتظران أحدهما المهدی لأنه من أهل البیت " [6] .

وعندما نقول بحیرتهم فی تفسیر لغز الخلفاء الاثنی عشر، فإننا نقصد العلماء منهم، وأما العوام فإنهم وفی أغلب الحالات لم یتطرق إلی سمعهم مثل هذه الأحادیث، التی تثبت عدد خلفاء الرسول صلی الله علیه وآله أو الحدیث الذی یأمر بالتمسك بالثقلین وغیرها الكثیر مما فیه إشارة إلی فضائل أهل البیت علیهم السلام، بالرغم من وجودها فی كتب الصحاح عندهم. وكم كان استغرابی كبیرا عندما قال الدكتور أحمد نوفل (الأستاذ فی كلیة الشریعة بالجامعة الأردنیة) أثناء حوار لی معه بأن حدیث الاثنی عشر خلیفة هو من اختلاقی ولیس له وجود فی كتب الحدیث عند أهل السنة، ثم غادر المكان من فوره ورفض تكملة الحوار. وقد حدث ذلك بعد إلقائه محاضرة فی مانیلا وإجابته لبعض أسئلة الحضور حول نشأة الشیعة والتشیع، وبصورة مغایرة للحقیقة التی أعتقد مما دفعنی للاعتراض علی مغالطته هذه وقمت بعرض بعض الأحادیث التی تثبت محمدیة التشیع ولیس سبأیته كما



[ صفحه 33]



ادعی، ولیس عندنا قصد بذكر هذه الحادثة التشهیر بذلك الأستاذ الفاضل سامحه الله، وإنما إشارة إلی حقیقة لا بد من إظهارها وهو أن التعصب یدفع بالبعض إلی أكثر من ذلك. وإنه لشئ غریب، فكیف یجرأ أحد علی التصدی للإجابة علی أسئلة حول موضوع یجهل الحقائق الأولیة المتعلقة به؟ وما بالك عندما یكون الأمر متعلقا بالشؤون الدینیة؟ وما هو حكم الذی یفتی بغیر علم؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله. وهكذا، ففی الوقت الذی نری فیه حیرة أهل السنة بحل لغز الخلفاء الاثنی عشر، وتجاهل الكثیرین منهم الأحادیث الصحیحة الساطعة الدالة علی ذلك، فإن طائفة الشیعة الإمامیة أتباع أهل البیت النبوی قد وضعوا النقاط علی الحروف بما یتعلق بهذا الشأن، وبینوا أن المقصودین بالأحادیث السابقة هم الأئمة الاثنی عشر من أهل البیت النبوی، بل واستدلوا علی ذلك بأحادیث مما روی عن طریق العترة الطاهرة والموجودة فی كتب الحدیث عندهم تبین أسمائهم بصورة لا تجعل أی مجال للشك بالتعرف علیهم وهم: 1 - علی بن أبی طالب " أمیر المؤمنین " 2 - الحسن بن علی " السبط " 3 - الحسین بن علی " سید الشهداء " 4 - علی بن الحسین " زین العابدین " 5 - محمد بن علی " الباقر " 6 - جعفر بن محمد " الصادق " 7 - موسی بن جعفر " الكاظم " 8 - علی بن موسی " الرضا " 9 - محمد بن علی " الجواد " 10 - علی بن محمد " الهادی " 11 - الحسن بن علی " العسكری " 12 - محمد بن الحسن " المهدی المنتظر عجل الله فرجه الشریف "



[ صفحه 34]




[1] صحيح البخاري ج 9 ص 250 كتاب الأحكام باب سيكون اثني عشر أميرا ط مكتبةالرياض.

[2] صحيح مسلم كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش ج 4 ص 482 ط دار الشعب بشرحالنووي.

[3] صحيح مسلم كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش ج 4 ص 482 ط دار الشعب بشرحالنووي.

[4] مسند أحمد ج 1 ص 389.

[5] سفر التكوين (17: 20).

[6] تاريخ السيوطي ص 12.